--------------- - - -

Nov 25, 2015

كتاب جديد: ناصر الدين على القوم الكافرين، لأحمد بن قاسم الحجري. دراسة وتحقيق حسام الدين شاشية


الوثيقة الموريسكية الأهم
يُعتبر كتاب “ناصر الدين على القوم الكافرين” أو مختصر كتاب “رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب” لصاحبه أحمد بن قاسم الحجري الأندلسي أهم وثيقة تاريخية موريسكية أرخت لحدث الطرد من أسبانيا ما بين سنتي 1609 و1614، فقد قدّم لنا هذا العمل رواية حدث الطرد من جانب الجماعة المُوريسكية المُهجرة نفسها.

ولئن مازال كتاب “رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب” إلى اليوم مفقودًا، ولم يحقق منه في العربية إلا مختصره التونسي الذي نشره “المركز العربي للأدب الجغرافي” تحت عنوان “رحلة الحجري-ناصر الدين على القوم الكافرين” والذي دونه مؤلفه في مدينة تونس سنة 1641، فإننا اليوم ونحن في العام الواحد بعد الأربعمئة لانتهاء عملية طرد الموريسكيين (1614 - 2015)، بصدد النسخة المصرية من كتاب “ناصر الدين”، التي حُبرت بالقاهرة سنة 1637، وظلت لما يجاوز الثلاثة قرون ونصف القرن مفقودة.

ناصر الدين علـى القوم الكافرين لأحمد الحجري 
قام تحقيق هذا الكتاب، بداية، على دراسة، قدّمها الباحث لسيرة المُؤلف أحمد بن قاسم الحجري، بناء على المعطيات التي وقف عليها في النص المُحقق، ووثائق أخرى تعود لهُ، بالإضافة إلى معلومات حديثة وموثقة توصل إليها بعض الباحثين الذين درسوا سيرة الحجري. كما قام الباحث بوصف المخطوط المُعتمد في هذا التحقيق، وقارنه بالنسخة التونسية، ثم قدم منهجيته في التحقيق، وقد أورد النص المُحقق، وذيله بعدد من الملاحق، ولأجل هذا حقق وعرّب مجموعة من الوثائق، بينها رسالة أحمد بن قاسم الحجري المُرسلة من باريس إلى الموريسكيين بالقسطنطينية، ثم رسالتيه إلى المستشرق الهولندي ياكوباس خوليوس، بالإضافة إلى تحقيق خاتمة مخطوط “العز والمنافع للمجاهدين في سبيل الله بالمدافع”، وختم عمله بالكشافات والفهارس.

صاحب هذه الرحلة هو أحمد بن قاسم بن الفقيه قاسم بن الشيخ الحجري الأندلسي، يكنى بأبي العباس، كما يلقب كذلك بشهاب الدين أفوقاي بخارنو، أما اسمهُ المسيحي الذي حملهُ قبل الطرد فهو دياغو بخارانو. المولود سنة 977هـ، الموافق للنصف الثاني من سنة 1569 ميلادي. وتشير المراجع إلى أنه انتهى من تأليف كتابه في العشرين من رجب سنة 1051هـ.

ولد الحجري في تييرا دي باروس(Tierra de Barros)، التابعة لمقاطعة أكستريمادورا القريبة من غرناطة، وقضى طفولتهُ في قرية تسمى “الحجر الأحمر”. ولما شب اشتغل في الترجمة من العربية وإليها. ورغم كل الامتيازات التي حظي بها في غرناطة، فإنه اختار الهروب إلى المغرب سنة 1598، تقريبا، في رحلة مُعقدة وخطيرة، في ظل القوانين الأسبانية التي كانت تمنع الموريسكيين من السفر، وكان عمرهُ تسعا وعشرين سنة، فحل في مراكش، ودخل في خدمة مولاي زيدان مترجما.

هجر المؤلف الأندلس ناجيا بعقيدته، كما عبر في نص رحلته، في ظل الاضطهاد التاريخي الذي شهدته الأمة الأندلسية، أما خروجه من المغرب في رحلته التي دونها فقد ترافق مع تدهور وضعية الموريسكيين في بعض المناطق المغربية، وتأزم علاقتهم بالجماعات الأخرى، كما هو الشأن بالنسبة إلى علاقة موريسكيي قصبة سلا بمحمد العياشي وجماعته، الذي اتهمهم بالخيانة والتحالف مع المسيحيين. وبعد خروجه من سلا استقر الحجري وعائلته لمدة بمدينة تونس، وهذا يؤكد أن تركه المغرب سنة 1635 لم يكن فقط بنية الحج.

توجه الرحالة بدايةً إلى مكة ومنها إلى المدينة مارًا في طريق عودته بمصر التي يبدو أنهُ استقر بها لبعض الوقت، مشتغلا كأمين بدكان محمد بن أبي العاصي الأندلسي، ومُنتقلاً بعد ذلك إلى تونس تقريبًا منذ أواخر سنة 1637، حيث توفي سنة 1641.

إن تحقيق هذا النص ونشره بمثابة إضافة مهمة إلى مكتبة أدب الرحلة، وقد نال عليه الباحث بجدارة وامتياز جائزة ابن بطوطة لتحقيق المخطوطات

0 commentaires :

Post a Comment

Copyright © Los Moriscos De Túnez الموريسكيون في تونس | Powered by Blogger

Design by Anders Noren | Blogger Theme by NewBloggerThemes.com