--------------- - - -

May 31, 2009

البيان الختامي للمؤتمر الرابع عشر للدراسات الموريسكية

البيان الختامي للمؤتمر الرابع عشر للدراسات الموريسكية



بدعوة من مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات واللجنة العالمية للدراسات الموريسكية، انعقد أيام 20 – 21 و22 ماي/أيار 2009، المؤتمر الدولي الرابع عشر للدراسات الموريسكية حول الموضوع التالي :
ذكرى مرور أربعمائة سنة على طرد الموريسكيين الأندلسيين من الأندلس 1609 – 2009
وفي الجلسة الافتتاحية ألقيت كلمات كل من الأستاذ د. عبد الجليل التميمي والأستاذ لوي كاردياك والأستاذة د. لوث لوباز بارلت والسيد الهادي البكوش الوزير الأول الأسبق.
وذلك بحضور سعادة سفيرة مالطا بتونس وممثل سام عن المندوبية العامة للجماهيرية العربية الليبية بتونس وممثل عن مركز جامعة الدول العربية بتونس ومندوب عن جمعية الدعوة الإسلامية العالمية ومقرها ليبيا وكذا العديد من الشخصيات السياسية ورجال القانون والمحامين والصحافة العربية، وقد حضر المؤتمر 72 مشاركا حلوا بتونس قادمين من البلدان التالية : أسبانيا، ألمانيا, بورتوريكو، تونس، الجزائر، الجماهيرية العربية الليبية، الشيلي، فرنسا، مصر، المغرب الأقصى، المكسيك، الهند، الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان.
وخلال الجلسات العلمية الإحدى عشرة قدم 38 بحثا من باحثين ينتمون إلى جيلين اثنين، الجيل المؤسس لعلم الموريسكولوجي من أمثال العالمين الأستاذين لوي كاردياك ولوث لوباث بارلت، والجيل الجديد الذي أتيحت له الفرصة للتعرف على الجيل السابق مباشرة وإجراء المقاربات الموضوعية لدراسة ملف طرد الموريسكيين من بلادهم الأندلس، وبالفعل فإن هؤلاء عاشوا مأساة رهيبة ألحقتها بهم محاكم التفتيش الأسبانية، وهو ما سجل صفحة غير مضيئة في تاريخ أسبانيا في العصر الحديث. وقد كان تناول الباحثين لهذا الملف تناولا موضوعيا ولم يكن ناتجا عن رؤية سياسية، على عكس ما يذهب إليه بعض الباحثين الغربيين ممن اتسمت مواقفهم برفض الحوار وشطب كلمة الفاجعة من قاموسهم اللغوي، في حين احتفظ لنا التاريخ عبر المدونات الأدبية والشعرية التي تركها لنا الشعراء والكتاب الأندلسيون أنفسهم وكذا الأوربيون النزهاء، ملاحم وروائع وشواهد، تبرهن على فظاعة الفاجعة.
أما الكلمة التي ألقاها الأستاذ الهادي البكوش، الوزير الأول الأسبق، فقد أكد فيها أن مأساة الموريسكيين تعد من أكبر المآسي الجماعية في التاريخ البشري وكان ضحاياها من المسلمين واليهود على حد سواء، وتم ذلك بدعوى المحافظة على وحدة العقيدة الدينية والسياسية الإسبانية. أما الأستاذ لوي كاردياك فقد ركز على ما أسماه بالقضية الموريسكية، مبرزا ما تعرض له الموريسكيون من ملاحقات تندرج ضمن محاربة عقيدة الطرف المقابل وتذويب وجوده الحضاري تماما من خلال عدم الإقرار بحق الاختلاف في الدين واللغة والعادات والتقاليد. وعلى ضوء ذلك فإن الواجب يفرض على الجميع التحلي بالأمانة والنزاهة والدفاع عن القيم الإنسانية وإن ما نحتاجه اليوم هو فعلا الشجاعة الأدبية والنزاهة والموضوعية.
لقد شعر المشاركون جميعا بارتياح بالغ لأهمية الاختراقات الجديدة في البحث الموريسكي والتي ترجمت عن مختلف المقاربات والإشكاليات الهامة المثارة وعززت لدى الجيل الجديد تفاعلهم مع التاريخ الموريسكي خلال الأيام الثلاثة للمؤتمر.
وعليه فإن الباحثين والمؤرخين الذين اهتموا بهذا الملف وصرفوا حياتهم للتوقف عند أسراره في المخطوطات والوثائق الجديدة التي تم اكتشافها، مقرّون العزم على تناول ملف الطرد ومواصلة السعي لدى السلطة الإسبانية العليا للإقرار بذلك مؤكدين أن بنود تحالف الحضارات والثقافات الذي بادرت به أسبانيا بالشراكة مع تركيا، يتنافى تلقائيا مع الرفض المطلق للسلطات الإسبانية الإقرار بحصول هذه المأساة والاعتذار عنها. ونحن على قناعة تامة أنه سيأتي اليوم الذي تعترف فيه إسبانيا بهذه الفاجعة الإنسانية وعلى العالم العربي-الإسلامي ومنظماته المختلفة المحافظة على الذاكرة الموريسكية من النسيان، شأنها في ذلك شأن ما تم على إثر الفواجع التي حلت بالبشرية والاعتراف بذلك ووجوب إقامة نصب تذكارية في المدن العربية الإسلامية وتسجيل أسماء من أحرقوا أحياء وهم بالمئات، حتى يتذكر الجميع أن عليهم دينا حضاريا تجاه الموريسكيين وأن التغافل ونسيان الماضي وعدم إحراج الطرف الإسباني تجاه هذا الملف، لم يعد مقبولا اليوم في حين أن العالم يشدد على تحالف الحضارات والإقرار في نفس الوقت بأخطاء الماضي التي ارتكبت.
لقد ساد المؤتمر مناخ حواري حميمي بين كل المشاركين وبرز من خلال البحوث التي نوقشت مدى الانفتاحات والاختراقات الجديدة للبحث الموريسكي والذي توسعت دائرته لتشمل عديد التخصّصات والفضاءات الجغرافية الكونية، وقد برز من خلال عدد من البحوث المقدمة إيجابية الاهتمام بالوجود الموريسكي في الفضاءات الجغرافية بأمريكا اللاتينية وقد شدّد المشاركون على تخصيص المؤتمر العالمي الخامس عشر للملف التالي :
تداعيات الوجود الموريسكي في أمريكا اللاتينية
الوضعية والآفاق المستقبلية للبحث العلمي
والذي يؤمل عقده في شهر ماي 2011
كما أن المشاركين تناولوا تفعيل اللجنة العالمية للدراسات الموريسكية, وبعد نقاش مبدئي, شعر الجميع بأن هذه اللجنة باستطاعتها المساهمة في تأطير مستقبل الدراسات الموريسكية من خلال برمجة فاعلة لنشر الدراسات والمصادر الجديدة والقيام بالترجمة للعديد من الدراسات من الإسبانية إلى العربية والعكس أيضا، تواصلا مع التطور السريع للبحث الموريسكي والذي هو أمانة علمية يتحملها الجميع.
وفي هذا التوجه فإن المشروع الذي أعلنه الأستاذ التميمي حول قرب إنشاء مركز الدراسات والبحوث والترجمة الموريسكية، هو مشروع جديد ومهم, جاء في وقته ليساهم في توسيع دائرة الاهتمام, بهذا الحقل من الدراسات عن الموريسكيين.
يتقدم المشاركون في المؤتمر بالشكر العالي لكل من ساهم من قريب أو بعيد في تذليل المصاعب التي اعترضت عقد المؤتمر وخصوصا من ساهم في تأمين الترجمة الفورية وإقامة حفل عشاء. كما أننا نعبر عن الأسف للموقف الذي تبنته الدوائر الرسمية الإسبانية العليا من خلال تشجيعها ودعمها لمبادرات ولقاءات موازية لمؤتمرنا ويتم ذلك قبل ثلاثة أيام فقط من تاريخ مؤتمرنا !
ينتهز المشاركون هذه المناسبة لدعوة الأستاذ التميمي مواصلة هذه المجهودات العلمية خدمة للحقيقة التاريخية والتي هي فوق كل الاعتبارات. وفيما يلي أعضاء الهيئة العلمية للجنة العالمية للدراسات الموريسكية :
- أ. د. لوي كاردياك : الرئيس الشرفي (جامعة المكسيك)
- أ. د. عبد الجليل التميمي : رئيسا (جامعة تونس)
- أ. د. لوث لوباث بارلت : الأمينة العامة (جامعة بورتوريكو)
- أ. د. أحمد أبي إياد : عضوا (جامعة وهران – الجزائر)
- أ. د. جمال عبد الرحمن : عضوا (جامعة الأزهر – مصر)
-أ. د. فدوى الهزيتي : عضوا (جامعة الدار البيضاء – المغرب الأقصى)
- أ. د. ماريا تيريزا نرفياز : عضوا (جامعة بوتوريكو) وهناك عضوان آخران من أسبانيا وفرنسا سيتم اقتراح اسمهما لاحقا

0 commentaires :

Post a Comment

Copyright © Los Moriscos De Túnez الموريسكيون في تونس | Powered by Blogger

Design by Anders Noren | Blogger Theme by NewBloggerThemes.com