2003 المعهد الاعلى للدراسات الموسيقية بتونس
لنعد من جديد لوصف الطابع الخاص بفرقة العزوزية بزغــوان ، فإنّه لا بد أن تبدأ السهرة بمدائح و أذكار تتغنى بخصال و مناقب الولي الصالح سيدي علي عزوز و تختم بنوبة أو نوبتين من المالوف و يقول الأستاذ حمادي هنيّة أن هناك موازين خاصة بالعزوزيــــــــــة و أخف من التي تستعمل في الراشدية لإنشاد المالوف لعلها مستوحاة أو مشتقّة من الفلامنكو الإسباني.
و لا بد أن يكون هذا التأثير حاصلا خصوصا و أن الفلامنكو كقالب موسيقي دخل مدينة زغوان عبر الباعة و التجار الموريسكيين و قبل أن يشتهر الفلامنكو و يتخذ مكانة هامة في الموسيقى العالمية كان هذا القالب الغنائي يعتبر من الفنون السيئة الذوق و ذلك لأنّه بكل بساطة ولد في الأحياء المخصّصة للزنوج في المدن الأندلسيّة (ghettos) حيث كان الغناء هو الوسيلة الوحيدة التي تخفف عليهم أعباء الحياة و قيودها و تحقق لهم أداة تواصل تعاطفي و تضامن فيما بينهم .و كان الفلامنكو كذلك وسيلة تحقق لهم الحرية في الحياة . و لا يهمنا إن كان الفلامنكو غجريا أو أندلسيا فالمهم هم أن هذا النوع الغنائي جاء ليناهض النظام الحاكم الذي يفرض على هذه الفئات الاجتماعية طريقة عيشهم (1).
و بمناسبة حضوري المؤتمر العالمي الحادي عشر للدراسات الموريسكية الأندلسية المقام بمؤســـسة التميمي للبحث العلمي و المعلومات و اللجنة العلمية للدراسات الموريسكية ،التقيت بشاب أشبيلي الأصل يدرس بالولايات المتحدة و قد غنى لي الكثير من الفلامنكو و من ضمن ما غناه أغنية قديمة تنتقد حاكم البلاد و تطلب منه الفصل بين السياسة و الدين نظرا للتعسف و طرد الموسكيين بسبب إختلافهم الديني (2)
.بعد دراسات عديدة توصل عازف و أستاذ الفلكلور الأندلسي و الفلامنكو بجامعة غرناطة ، الأستاذ " منويل كانو " إلى نتيجة تثيت رسوخ الفلامنكو في الأغنية الأندلســــيـة و هو ما يؤكد إستنتاجات Pedrelle" حول التشابه بين الأغاني التونسية و الأغاني الأندلسية و يضيف " كانو " أن الفلامنكو الذي ينبع من الأندلس يستوحى قوته من الأغنية الأندلسية القديمة و الأغنية العربية و اليهوديـــــــــــة و القصائد القشتيلية . و يجب التأكيد على أن الغجري الأندلسي كان الوحيد الذي يغني و يرقص الفلامنكو لأنه من السهل أن تستهويه الأغنية و الرقص الأندلسيان اللذان يقتربان من عقليته و عاداته . و قد أعطى الغجري مدى وصبغة جديدة للفلامنكو (3) و من جهة أخرى فإن الفلامنكو تأثر كثيرا بالإيقاع الشرقي البيزنطي و الأغنية الأندلسية البدائـــــــية و الأغنية الموروثة. و يظهر ذلك خاصة في الموروثة في عدة قرى قريبة من غرناطة و التي يسكنها المورسكيون . و هذا النوع من الأغاني يدل على مدى تأثر الفلامنكو بالأغنية العربية القديمة و مدى التشابه الكبير بين الأغنية الأندلسية و الفلامنكو (1) .
و من جهة أخرى فإن الفلامنكو تأثر تأثيرا كثيرا بالإيقاع الشرقي البيزنطي و الأغنية الأندلسية البدائية الموروثة و يظهر ذلك خاصة في الأغاني الموروثة في عدة قرى قريبة من غرناطة و التي يسكنها المورسكيون. و هذا النوع من الأغاني يدل على مدى تأثر الفلامنكو بالأغنية العربية القديمـــة و مدى التشابه الكبير بين الأغنية الأندلسية و الفلامنكو (2) و يذكر " الهاشمي شبيل " في إحدى بحوثه أن الذي سمع مثله الفرقة العزوزية تنشد المالوف إستنتج مباشرة التشابه الضارب مع الفلامنكو الأندلسي (3) . وهو ما يؤكد التأثير الحاصل من الفلامنكو في الغناء الأندلسي في مدينة زغوان بشكل خاص .
كما أن أغاني الفلامنكو كلها و خاصة التي تلقى في عيد ميلاد المسيح عليه السلام ،هي زناتية شمال إفريقية في الصوت و اللإلقاء و الإنفعال العاطفي و لا شك أن المورسكيين هم الذين إبتدعوا هذا النوع تضرعا و استعطافا للكنيسة و محاكم التفتيش (4).
و الملفت للإنتباه أنه في داخل العائلات التي أدمجت ببـــطء في المدن و القرى الأندلسية لم تندثر هذه الظاهرة الموسيقية المدهشة )الفلامنكو( إلا بعد ثلاث قرون من طرد المورسكيين
و لا بد أن يكون هذا التأثير حاصلا خصوصا و أن الفلامنكو كقالب موسيقي دخل مدينة زغوان عبر الباعة و التجار الموريسكيين و قبل أن يشتهر الفلامنكو و يتخذ مكانة هامة في الموسيقى العالمية كان هذا القالب الغنائي يعتبر من الفنون السيئة الذوق و ذلك لأنّه بكل بساطة ولد في الأحياء المخصّصة للزنوج في المدن الأندلسيّة (ghettos) حيث كان الغناء هو الوسيلة الوحيدة التي تخفف عليهم أعباء الحياة و قيودها و تحقق لهم أداة تواصل تعاطفي و تضامن فيما بينهم .و كان الفلامنكو كذلك وسيلة تحقق لهم الحرية في الحياة . و لا يهمنا إن كان الفلامنكو غجريا أو أندلسيا فالمهم هم أن هذا النوع الغنائي جاء ليناهض النظام الحاكم الذي يفرض على هذه الفئات الاجتماعية طريقة عيشهم (1).
و بمناسبة حضوري المؤتمر العالمي الحادي عشر للدراسات الموريسكية الأندلسية المقام بمؤســـسة التميمي للبحث العلمي و المعلومات و اللجنة العلمية للدراسات الموريسكية ،التقيت بشاب أشبيلي الأصل يدرس بالولايات المتحدة و قد غنى لي الكثير من الفلامنكو و من ضمن ما غناه أغنية قديمة تنتقد حاكم البلاد و تطلب منه الفصل بين السياسة و الدين نظرا للتعسف و طرد الموسكيين بسبب إختلافهم الديني (2)
.بعد دراسات عديدة توصل عازف و أستاذ الفلكلور الأندلسي و الفلامنكو بجامعة غرناطة ، الأستاذ " منويل كانو " إلى نتيجة تثيت رسوخ الفلامنكو في الأغنية الأندلســــيـة و هو ما يؤكد إستنتاجات Pedrelle" حول التشابه بين الأغاني التونسية و الأغاني الأندلسية و يضيف " كانو " أن الفلامنكو الذي ينبع من الأندلس يستوحى قوته من الأغنية الأندلسية القديمة و الأغنية العربية و اليهوديـــــــــــة و القصائد القشتيلية . و يجب التأكيد على أن الغجري الأندلسي كان الوحيد الذي يغني و يرقص الفلامنكو لأنه من السهل أن تستهويه الأغنية و الرقص الأندلسيان اللذان يقتربان من عقليته و عاداته . و قد أعطى الغجري مدى وصبغة جديدة للفلامنكو (3) و من جهة أخرى فإن الفلامنكو تأثر كثيرا بالإيقاع الشرقي البيزنطي و الأغنية الأندلسية البدائـــــــية و الأغنية الموروثة. و يظهر ذلك خاصة في الموروثة في عدة قرى قريبة من غرناطة و التي يسكنها المورسكيون . و هذا النوع من الأغاني يدل على مدى تأثر الفلامنكو بالأغنية العربية القديمة و مدى التشابه الكبير بين الأغنية الأندلسية و الفلامنكو (1) .
و من جهة أخرى فإن الفلامنكو تأثر تأثيرا كثيرا بالإيقاع الشرقي البيزنطي و الأغنية الأندلسية البدائية الموروثة و يظهر ذلك خاصة في الأغاني الموروثة في عدة قرى قريبة من غرناطة و التي يسكنها المورسكيون. و هذا النوع من الأغاني يدل على مدى تأثر الفلامنكو بالأغنية العربية القديمـــة و مدى التشابه الكبير بين الأغنية الأندلسية و الفلامنكو (2) و يذكر " الهاشمي شبيل " في إحدى بحوثه أن الذي سمع مثله الفرقة العزوزية تنشد المالوف إستنتج مباشرة التشابه الضارب مع الفلامنكو الأندلسي (3) . وهو ما يؤكد التأثير الحاصل من الفلامنكو في الغناء الأندلسي في مدينة زغوان بشكل خاص .
كما أن أغاني الفلامنكو كلها و خاصة التي تلقى في عيد ميلاد المسيح عليه السلام ،هي زناتية شمال إفريقية في الصوت و اللإلقاء و الإنفعال العاطفي و لا شك أن المورسكيين هم الذين إبتدعوا هذا النوع تضرعا و استعطافا للكنيسة و محاكم التفتيش (4).
و الملفت للإنتباه أنه في داخل العائلات التي أدمجت ببـــطء في المدن و القرى الأندلسية لم تندثر هذه الظاهرة الموسيقية المدهشة )الفلامنكو( إلا بعد ثلاث قرون من طرد المورسكيين
0 commentaires :
Post a Comment