--------------- - - -

May 9, 2009

تغطية لإختتام الندوة الدولية العلمية: التأثيرات الحضارية الموريسكية في التراث التونسي





في بداية أعمال هذه الندوة في يومها الثاني ألقى السيد مصطفى بن منصور كلمة رحب بها بالضيوف
و قد ترأس أعمال الجلسة العلمية السيد أنطونيو فيسبارتينو رودريكاز بعد أعتذار الأستاذ رضا مامي عن ترأسها بسبب المرض.

في البداية ألقى الأستاذ أحمد السعداوي(مؤرخ و عالم أثار بجامعة منوبة) محاضرة بعنوان "المدن و العمارة الأندلسية" (باللغة العربية و مرفوقة بصور)، وقد قام من خلالها بتقديم بسطة شاملة عن المعمار الأندلسي في البلاد التونسية و أهم خصوصياته، مؤكدًا أن غالبية هذه المدن وقع وضع مخططات مسبقة لها و دليله على ذلك تميز هذه المخططات و حسن تهيئة القرى و المدن الموريسكية مقارنةً بالمدن الأخرى، فعلى سبيل المثال كانت الشوارع الرئيسية في هذه المدن و القرى تبلغ عرضها 10أمتار في حين أنها لا تتجاوز الثلاث أمتار في مدن كبيرة كمدينة تونس، من جهة أخرى ركز المحاضر على المعمار الأندلسي في سليمان مؤكدًا أن الجامع الكبير بسليمان يعتبر ثاني أهم معلم أندلسي في تونس بعد جامع تستور، و أخيرًا تحدث الأستاذ أحمد السعداوي بكثير من الحسرة عن ضياع بعض هذه المعالم كسقف جامع مجاز الباب الذي تم هدمه في الثمانينات منبهًا إلى أهمية المحافظة على هذه المعالم باعتبارها ثروة ثقافية وطنية لا تقدر بثمن.

بعد ذلك أحال رئيس الجلسة الكلمة للأستاذ خوان كارلوس بوستوس الذي ألقى محاضرة بعنوان: "الأدب الألخميادي في الثقافة الموريسكية في أسبانيا و بين المُهجرين التونسيين"( باللغة الفرنسة) و عدد من خلالها مراحل تطور اللغة الألخاميدية في أوساط الموريسكيين في أسبانيا ثم في تونس و أهم من كتب بها كمحمد ربضان و محمد كورال، الذي رجح المحاضر أنه كتب مخطوطه الألخميادي بقرية سليمان مستشهدًا بمقطع من يوميات فرنشيسكو خيميناث.

و لئن لم تجلب هذه المحاضرة أنتباه الحاضرين رغم قيمتها العلمية الأكيدة ربما لشدة تخصص هذا المبحث فأن محاضرة الأستاذ فوزي مستغانمي(الأرشيف الوطني) و التي بعنوان "جوانب من العلاقات الإجتماعية في سليمان من خلال دفاتر العدول" (بالعربية)، لاقت كل الإنتباه من الحضور، و في هذه المحاضرة حاول الأستاذ فوزي تبين بعض الجوانب الإقتصادية و حتى الإجتماعية للمدينة من خلال دفاتر العدول مؤكدًا أن أقدم دفتر يخص سليمان يعود إلى سنة 1876، أما هذه الدفاتر فهي لعبد الرحمان ماضور و بوبكر فليفل و هما عدلين عاشا في عهد خير الدين، أما أقدم عقود تخص سليمان فهي تعود إلى سنة 1660 نسخها محمد ماضور و موجودة في مخطوط يظم 57 صفحة موجودة بالمكتبة الوطنية.

بعد ذلك حاول المحاضر تتبع مستوى عيش أهالي مدينة سليمان من خلال هذه الدفاتر فتوصل إلى أن سليمان في سنة 1876 كانت في المرتبة الخامسة في دفع الضرائب في الوطن القبلي، أما عدد الأشخاص المطالبين بدفع هذه الضرائب أو ما يسمى ضريبة الإعانة فهم 314 شخص، و يلاحظ أنهُ بعد 4سنوات أصبح هذا العدد لا يتجاوز 152 شخص و أن عديد الأسماء التي ذكرت في الإحصاء الأول لم تذكر في الإحصاء الثاني، و هو ما فسره الباحث بحالة الإزمة التي عاشتها البلاد و تسرب الماركنتلية العالمية من خلال اليهود فقد كانت المدينة تضم 18 يهوديًا يشتغلون كلهم تقريبًا بالربى أو المرابات وهو ما أدى بالعديد من السليمانية إلى الإفلاس بعد أن عجزوا عن تسديد ديونهم، و لعل من بين أشهر هؤلاء اليهود الذين عرفتهم مدينة سليمان دافيد بولاقية و مخدومه شالوم زولاي، مؤكدًا مقاومة الأهالي لهؤلاء كما قاوموا من قبل محاولة أولاد سعيد إسقاط المدينة بعد حصارهم لها، و تدخل الأتراك لنجدة المدينة خاصة وأنهم استثمروا فيها العديد من الإستثمارات و التي ظهرت خصوصًا في المجال الفلاحي عن طريق ما يعرف بنظام "المغارسة"، و في الأخير أكد الأستاذ فوزي أن مدينة سليمان و إن كانت نواتها أندلسية فلا يمكن أن نتحدث اليوم عن "السليماني" كأندلسي أصيل فقد أختلط الدم الأندلسي و كما هو الحال بالنسبة لكل التونسيين بالدم التركي و المحلي و العديد من المكونات الأخرى.

بعد هذه المحاضرات القيمة قامت اللجنة الثقافية بتكريم الأساتذة رضا مامي و أحمد السعداوي و فوزي مستغانمي، ثم تم تقديم الجوائز للفائزات في مسابقة المأكولات الأندلسية التي انتظمت أيام 18 و 19 أفريل
ثم ألقى السيد مصطفى بن منصور كلمة الختام و التي شكر فيها كل من ساهم في إنجاح هذه التظاهرة العلمية الهامة وبعض التوصيات التي منها
أن تصبح هذه الندوة سنوية تعقد بصفة دورية
العمل مع السلطات المحلية على ترميم بعض معالم المدينة و خاصة الجامع الكبير
اصدار نشرية تلخص أعمال هذا المؤتمر
إعلان انطلاق مدونة تظم الوثائق المتعلقة بسليمان بالتعاون مع الأرشيف الوطني
العمل على القيام بتوأمة مع أحدى المدن الأندلسية في اسبانيا



1 comment :

  1. Los temas de los conferenciantes son muy llamativos, yo pienso que este cogreso seria el numero uno en el mundo arabe que discuta sobre este importantisimo tema.
    Tendremos en septiepre otro congreso en Marruecos sobre el mismo tema, pero queremos mas y mas para rescatar del olvido una parte dez nuestra memoria historica

    ReplyDelete

Copyright © Los Moriscos De Túnez الموريسكيون في تونس | Powered by Blogger

Design by Anders Noren | Blogger Theme by NewBloggerThemes.com