انطلقت أمس 8 ماي 2009 أشغال المؤتمر الدولي العلمي: 400 سنة على تأسيس سليمان الأندلسية: التأثيرات الحضارية الموريسكية في التراث التونسي بمدينة سليمان، و قد سبق أفتتاح هذه الندوة معرض صور و وثائق حول تاريخ المدينة الموريسكي.
وقد قام بإفتتاح الدورة السيد مصطفى بن منصور الذي ألقى كلمة رحب بها بكل الضيوف، ثم سلم الكلمة للسيد والي نابل الذي أشاد بهذه التظاهرة العلمية القيمة و التي تعكس الأهتمام بالثقافة كعامل ضروري لبناء مجتمع متقدم و متوازن. بعد ذلك ألقى السيد سفير أسبانيا بتونس خوان رامون مارتيناز سالثاركلمة قصيرة باللغة الفرنسية (قال أنه كان يحبذ أنها لو كانت بالعربية أو الإسبانية)، أعترف فيها بأن عملية الطرد تمثل دراما و تراجيديا مأساوية، أفقرت أسبانيا على جميع الأصعدة ثقافيًا، اجتماعيًا و اقتصاديًا... مؤكدًا أن تونس استقبلت أكبر عدد من هؤلاء و بعد سرد تاريخي لبعض الأحداث أكد أن ما لاحظه هو أن أغلب الموريسكيين في تونس لازالوا إلى اليوم يفتخرون بأصلهم الموريسكي، في كل هذا لم يشر حضرة السفير لا من قريب أو بعيد إلى أي أمكانية لتقديم اعتذار حضاري إلى هؤلاء.
و بعد مغادرة السيد والي نابل و سفير أسبانيا بتونس قامت اللجنة الثقافية بتكريم الأساتذة جمعة شيخة على اهتمامه بالموضوع الأندلسي من خلال مجلته "دراسات أندلسية"، و السيد كمال عمران على دعمه المتواصل للجنة، ثم السيد محمد بوترعة لقيامه بعمليات ترميم في المدينة على غرار الجامع الكبير بسليمان، و أخيرًا تم تكريم الضيوف الإسبان: أنطونيو فيسبارتينو رودريكاز و خاوان كارلوس بوستوس.
بعد ذلك تم عرض شريط سينمائي قصير من تصور و أخراج اللجنة الثقافية و نادي السينمائيين الهواة بدار الشباب، و قد لخص هذا الفيلم تاريخ مدينة سليمان منذ العصور القديمة إلى إعادة تأسيسها عن طريق الموريسكيين، و أهتم الفيلم في هذا الجانب ببعض مظاهر الوجود الأندلسي في المدينة في جوانبه الاقتصادية كالسوق الذي كان يقام كل يوم جمعة، و الفلاحية أو الاجتماعية و الغذائية و أخيرًا المعمارية.
وقد أعقب نهاية هذا الفيلم استراحة قصيرة تلتها انطلاق أشغال الندوة العلمية برئاسة الأستاذة رجاء البحري(أستاذة الإسبانية بجامعة منوبة، و رئيسة وحدة البحث حول العلاقات التونسية الأسبانية) و قامت في مداخلتها(باللغة الفرنسية) بتقديم عام حول تاريخ الموريسكيين منذُ خروجهم من أسبانيا و مرور بعضهم إلى فرنسا و أخيرًا إلى وصولهم إلى تونس، مشيرةً إلى الاستقبال الجيد الذي قوبلُ به في تونس و بعض المظاهر الثقافية الأندلسية في البلاد.
بعد ذلك أحالة الكلمة إلى الأستاذ جمعة شيخة الذي التمس من الجميع الوقوف دقيقة صمت على روح الدكتور الرائد في المبحث الموريسكي ميكال دي ايبالثا"، ثم ألقى محاضرة بعنوان"الرحلات الحجازية: رحلة ابن الصباح أنموذجًا من خلال مخطوط فريد من نوعه" و قد تناول في هذه المحاضرة(باللغة العربية) رحلة ابن الصباح و هو موريسكي يعيش في ألمرية إلى مكة بغاية الحج و جمع الأخبار، و لئن قال المحاضر أن هذه الرحلة لا تحتوي على تواريخ، فأنه استنتج من خلال الشخصيات المذكورة أنها تؤرخ بأواخر القرن15 و بداية القرن16م، وقد لاحظ من خلال طريقة كتابة هذه الرحلة التدهور اللغوي الحاصل في أوساط الموريسكيين (بداية نسيان اللغة العربية)، ومن جهة أخرى أكد الأستاذ جمعة شيخة من خلال نظره في مواقف ابن الصباح على التسامح الديني الكبير الذي اتصف به هذا الرجل في تعامله مع بقية الأديان.
ثم بعد أن أتم الأستاذ جمعة شيخة محاضرته الثرية أحالة الأستاذة رجاء البحري الكلمة إلى المؤرخ الإسباني أنطونيو فيسبارتينو رودريكاز الذي ألقى محاضرة (باللغة الفرنسية) بعنوان: "المسلمون في أسبانيا و أخر ممثليهم الموريسكيين" و بعد تحليل تاريخي لأهم مراحل الوجود العربي الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية تحدث عن أسباب الطرد وهنا أكد أنها تتجاوز الجانب الديني إلى جوانب أقتصادية و سياسية أخرى لعل أهمها: أعتبار الموريسكيين حليف أستراتيجي للعدو الأكبر في ذلك العصر أي العثمانيين، و هو ما يهدد أمن و حتى وجود المملكة الإسبانية، و نظرًا لضيق الوقت أضطر المحاضر للإختصار محاضرته ولكنه في الأخير قال كلمة هامة ألا و هي أن "السلم بين الشعوب لا يكون إلا بالتسامح بين الأديان.
و في أختتام هذا اليوم الأول من هذه الندوة قدم الأستاذ فتحي زغندة محاضرة بعنوان "أية عناصر أندلسية في المالوف التونسي" و لعل هذه المحاضرة الأكثر جلبًا للانتباه و للنقاش، وقد بدأ محاضرته بأغنية من المالوف التونسي تفاعل معها الحاضرون، و من كلماتها: "أه على ما فات...هيهات...زمن المضى يعود"، ثم قام بتعريف موجز للمالوف، ليطرح بعدها فكرتهُ القائمة على أن المالوف الذي أعتبرناهُ طويلاً أندلسيًا ليس كذلك بل هو نتيجة تماذج عدت روافد محلية و أجنبية مختلفة، و في أحسن الأحوال يمكن أن تكون الموسيقى الأندلسية من بين هذه الروافد، و قد علقت الأستاذة رجاء البحري على هذا الطرح بأنها في أسبانيا و جدت أحدهم يستمع إلى أغنية من المالوف لصليحة، فسألتهُ عنها فقال: أنها من التراث الموسيقي الأندلسي، و للأسف أختتم اليوم الأول من الندوة دون أن يفتح باب النقاش (ربما لضيق الوقت)، فقد كنا نرغب في سؤال الأستاذ فتحي زغندة عن أسباب تركز المالوف خصوصًا بالمدن التي أسسها الموريسكيين في تونس كزغوان و تستور؟
تنويه: ننوه بالتنظيم الجيد لليوم الأول لهذه التظاهرة فقد وُزع على الحاضرين كتاب جميل وقيم بعنوان: "سليمان أجمل البلدان: المختصر المفيد من ناريخ عريق مجيد"، كما وزعت بعض الأكلات الأندلسية التقليدية التي عرفت بها مدينة سليمان كالبناضج و القرص
وقد قام بإفتتاح الدورة السيد مصطفى بن منصور الذي ألقى كلمة رحب بها بكل الضيوف، ثم سلم الكلمة للسيد والي نابل الذي أشاد بهذه التظاهرة العلمية القيمة و التي تعكس الأهتمام بالثقافة كعامل ضروري لبناء مجتمع متقدم و متوازن. بعد ذلك ألقى السيد سفير أسبانيا بتونس خوان رامون مارتيناز سالثاركلمة قصيرة باللغة الفرنسية (قال أنه كان يحبذ أنها لو كانت بالعربية أو الإسبانية)، أعترف فيها بأن عملية الطرد تمثل دراما و تراجيديا مأساوية، أفقرت أسبانيا على جميع الأصعدة ثقافيًا، اجتماعيًا و اقتصاديًا... مؤكدًا أن تونس استقبلت أكبر عدد من هؤلاء و بعد سرد تاريخي لبعض الأحداث أكد أن ما لاحظه هو أن أغلب الموريسكيين في تونس لازالوا إلى اليوم يفتخرون بأصلهم الموريسكي، في كل هذا لم يشر حضرة السفير لا من قريب أو بعيد إلى أي أمكانية لتقديم اعتذار حضاري إلى هؤلاء.
و بعد مغادرة السيد والي نابل و سفير أسبانيا بتونس قامت اللجنة الثقافية بتكريم الأساتذة جمعة شيخة على اهتمامه بالموضوع الأندلسي من خلال مجلته "دراسات أندلسية"، و السيد كمال عمران على دعمه المتواصل للجنة، ثم السيد محمد بوترعة لقيامه بعمليات ترميم في المدينة على غرار الجامع الكبير بسليمان، و أخيرًا تم تكريم الضيوف الإسبان: أنطونيو فيسبارتينو رودريكاز و خاوان كارلوس بوستوس.
بعد ذلك تم عرض شريط سينمائي قصير من تصور و أخراج اللجنة الثقافية و نادي السينمائيين الهواة بدار الشباب، و قد لخص هذا الفيلم تاريخ مدينة سليمان منذ العصور القديمة إلى إعادة تأسيسها عن طريق الموريسكيين، و أهتم الفيلم في هذا الجانب ببعض مظاهر الوجود الأندلسي في المدينة في جوانبه الاقتصادية كالسوق الذي كان يقام كل يوم جمعة، و الفلاحية أو الاجتماعية و الغذائية و أخيرًا المعمارية.
وقد أعقب نهاية هذا الفيلم استراحة قصيرة تلتها انطلاق أشغال الندوة العلمية برئاسة الأستاذة رجاء البحري(أستاذة الإسبانية بجامعة منوبة، و رئيسة وحدة البحث حول العلاقات التونسية الأسبانية) و قامت في مداخلتها(باللغة الفرنسية) بتقديم عام حول تاريخ الموريسكيين منذُ خروجهم من أسبانيا و مرور بعضهم إلى فرنسا و أخيرًا إلى وصولهم إلى تونس، مشيرةً إلى الاستقبال الجيد الذي قوبلُ به في تونس و بعض المظاهر الثقافية الأندلسية في البلاد.
بعد ذلك أحالة الكلمة إلى الأستاذ جمعة شيخة الذي التمس من الجميع الوقوف دقيقة صمت على روح الدكتور الرائد في المبحث الموريسكي ميكال دي ايبالثا"، ثم ألقى محاضرة بعنوان"الرحلات الحجازية: رحلة ابن الصباح أنموذجًا من خلال مخطوط فريد من نوعه" و قد تناول في هذه المحاضرة(باللغة العربية) رحلة ابن الصباح و هو موريسكي يعيش في ألمرية إلى مكة بغاية الحج و جمع الأخبار، و لئن قال المحاضر أن هذه الرحلة لا تحتوي على تواريخ، فأنه استنتج من خلال الشخصيات المذكورة أنها تؤرخ بأواخر القرن15 و بداية القرن16م، وقد لاحظ من خلال طريقة كتابة هذه الرحلة التدهور اللغوي الحاصل في أوساط الموريسكيين (بداية نسيان اللغة العربية)، ومن جهة أخرى أكد الأستاذ جمعة شيخة من خلال نظره في مواقف ابن الصباح على التسامح الديني الكبير الذي اتصف به هذا الرجل في تعامله مع بقية الأديان.
ثم بعد أن أتم الأستاذ جمعة شيخة محاضرته الثرية أحالة الأستاذة رجاء البحري الكلمة إلى المؤرخ الإسباني أنطونيو فيسبارتينو رودريكاز الذي ألقى محاضرة (باللغة الفرنسية) بعنوان: "المسلمون في أسبانيا و أخر ممثليهم الموريسكيين" و بعد تحليل تاريخي لأهم مراحل الوجود العربي الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية تحدث عن أسباب الطرد وهنا أكد أنها تتجاوز الجانب الديني إلى جوانب أقتصادية و سياسية أخرى لعل أهمها: أعتبار الموريسكيين حليف أستراتيجي للعدو الأكبر في ذلك العصر أي العثمانيين، و هو ما يهدد أمن و حتى وجود المملكة الإسبانية، و نظرًا لضيق الوقت أضطر المحاضر للإختصار محاضرته ولكنه في الأخير قال كلمة هامة ألا و هي أن "السلم بين الشعوب لا يكون إلا بالتسامح بين الأديان.
و في أختتام هذا اليوم الأول من هذه الندوة قدم الأستاذ فتحي زغندة محاضرة بعنوان "أية عناصر أندلسية في المالوف التونسي" و لعل هذه المحاضرة الأكثر جلبًا للانتباه و للنقاش، وقد بدأ محاضرته بأغنية من المالوف التونسي تفاعل معها الحاضرون، و من كلماتها: "أه على ما فات...هيهات...زمن المضى يعود"، ثم قام بتعريف موجز للمالوف، ليطرح بعدها فكرتهُ القائمة على أن المالوف الذي أعتبرناهُ طويلاً أندلسيًا ليس كذلك بل هو نتيجة تماذج عدت روافد محلية و أجنبية مختلفة، و في أحسن الأحوال يمكن أن تكون الموسيقى الأندلسية من بين هذه الروافد، و قد علقت الأستاذة رجاء البحري على هذا الطرح بأنها في أسبانيا و جدت أحدهم يستمع إلى أغنية من المالوف لصليحة، فسألتهُ عنها فقال: أنها من التراث الموسيقي الأندلسي، و للأسف أختتم اليوم الأول من الندوة دون أن يفتح باب النقاش (ربما لضيق الوقت)، فقد كنا نرغب في سؤال الأستاذ فتحي زغندة عن أسباب تركز المالوف خصوصًا بالمدن التي أسسها الموريسكيين في تونس كزغوان و تستور؟
تنويه: ننوه بالتنظيم الجيد لليوم الأول لهذه التظاهرة فقد وُزع على الحاضرين كتاب جميل وقيم بعنوان: "سليمان أجمل البلدان: المختصر المفيد من ناريخ عريق مجيد"، كما وزعت بعض الأكلات الأندلسية التقليدية التي عرفت بها مدينة سليمان كالبناضج و القرص
معرض الوثائق و الصور
السيد سفير أسبانيا
جانب من المحاضرة
0 commentaires :
Post a Comment