--------------- - - -

Oct 2, 2009

التجربه الموريسكيه في المغرب العربي

زهير ابن عياد
استخلاص نقاط مهمه حول نشوء العلاقه بين الموريسكين المهاجرين والمغرب العربي وكيفية تطورها ]
بداية الموريسكيين هم الاندلسيين الذين هجروا من الاندلس اثر عملية الطرد الكبرى من قبل الاسبان وقد اطلق عليهم المؤرخين ذلك الاسم كمفهوم خاص يعني العرب المتنصره ,فنعرف ان الاسبان حاولوا تنصير المسلمين فنجحوا ظاهريا في ذلك...
اسهبت المراجع التاريخيه في الحديث عن الماجرين الاندلسيين الذين اتجهوا الى الشمال الافريقي و ذلك حول اعدادهم و وجهاتهم و تفرقهم في بلاد ما بين الجزائر والمغرب وتونس التي اتجه اليها جمهورهم هذا و قد تحدثت بعض المصادر عما قام بة هؤلاء المهاجربن من تعميرهم لتلك البلدان وتعميرهم القرى الخالية وغرسهم الاشجار وبغض النظر عن كل هذه الامورسأورد فيما يلي نقاط عديدة لمؤلفين اجلاء تدور حول تلك العلاقات التي نشأت بين المورسكيين وهي بمفهومهم العر ب المتنصرين و المغاربة وقد انقسمت اراء هؤلاء المؤلفين الى عدة فروع فمنهم من اكد على الاستقبال الحسن للمورسكين و منهم من ناقض ذلك و تعالوا بنا لنبدا مناقشة اقوالهم:
يقول العالمان الاسباني دومنيقر هورتز و الفرنسي برنارد بنثنت في كتابهما الذي ترجمة محمد محيي الدين الاصفر" و المؤرخون اقتصروا على اعطاؤنا بيانات مقتضبة عن طريقة ما ذكروة حول الاستقبال الذي لا قوة اما المعادون فقد اصروا على ابراز المصائب التي عانى منها المورسكيون و اعتبروها عقابا لتماديهم في غيهم . في حين ان اكثر المؤرخون اعتدالا اهتموا بالاقوال الشائعة حول مورسكين ماتوا في افريقيا لانهم اعترفوا بانهم نصارى "[1]
قد صاحبت هؤلاء المورسكيين قضية نوعية ساهمت في نوع من التردي في العلاقات بينهم وبين المغاربه الا وهي قضية حسن اخلاصهم للاسلام فقد اعتقد المغاربه ان هؤلاء المورسكيون قد ارتدوا عن الاسلام وتنصروا لذلك عيروهم بانهم نصارى وقد ارسل المورسكيون تقريراً الى الاسبان يحاولون في الرجوع الى الاندلس معلنيين كراهيتهم لسيدي محمد وللعرب الذين يعيرونهم انهم نصارى [2]
هذا وقد كان المورسكيون ينظرون الى اهل المغرب باحتقار وانهم اهل بداوه وانهم أي المورسكون ارقى في الحضارة و مميزين ثقافيا و اجتماعيا عن الشعب المغربي و هذا ما اعتقدة محمد محيي الدين الاصفر بقوله " اما الاندلسيون فقد كانوا اكثر عددا حيث يصلون الى عشرة الاف وييدو ان العلاقة بين المجموعتين لم تكن طيبة لكن الجميع كانوا يتفقون في شيء واحد هو شعورهم بالتفوق على السكان الاصليين[3] ( لاحظ النظرة العنصرية ).تتحدث اغلب المصادر عن صعوبات جمة لاقاها المورسكيون في طريقهم للمغرب اثناء الهجرة خاصة عمليات النهب و السلب التي تعرضوا لها من الاعراب المغاربة وما لاقوا في سبيل ذلك من معاناه وتقتيل و تشريد و خطف . و قد سلم اكثر من نزحوا الى تونس في حين تسلط عليهم الاعراب فاس و احواز تلمسان فنهبوا اموالهم[4] هذا وحتى عندما استقر المورسكيون في المغرب استمرت مناوشة الاعراب لهم و غزوهم الدائم بحيث يقول محمد داود في كتابة تاريخ تطوان ان سكان القبائل كانوا يناوشون الاندلسيون ويهدمون لهم ما يبنونة من الدور بدعوى ان اراضيهم تقع في بلادهم و مراعي مواشيهم [5]
هناك اشارات تدل هلى معرفة الموريسكيين بما سيواجهونه في المغرب , وكانوا ينفرون من المغاربه لسماعهم عن اخبار سيئه حدثت لاخوانهم الذين سبقوهم لهذا افتى بعض العلماء المهمين انذاك وهو ابو العباس الونشريسي الذي لم يستطع غض الطرف عن قساوة استقبال الاندلسيين وصعوبة عيشهم في البلاد الاسلاميه [6] افتى بوجوب بقاء المسلمين في دار الكفر مع استعمال التقيه . وهناك عوائل فضلت الالتجاء الى فرنسا عند صدور قرار الطرد النهائي [7] بدلا من بلاد المغاربه . هذا ولم يجد المؤرخ الباحث الحسين بوزينب سببا مباشر لهذا النفور المباغت [8].
لعل من ابرز نقاط سوء العلاقات بين الموريسكيين والمغاربه هي قضية الشك من قبل الاخيرين في اسلامهم وبأنهم قد ارتدوا عن الاسلام وتنصروا على ايدي الاسبان , ونستدل على ذلك بعدة شواهد اوردها المؤرخين منهم كابريرا الذي يقول " فمن المعلوم ان في ارض تطوان من قد رجم وقتل باشكال اخرى من العذاب بعض الموريسكيين الذين كانوا يمتنعون عن الدخول الى المساجد مع المسلمين [9] . ان هذه الحالات ومحاولة اجبار الاندلسيين الموريسكيين على اثبات اسلامهم من جديد قد اجبرتهم على الاستنجاد وطلب المعونه من ملك اسبانيا في ارجاعهم الى بلدهم الاصليه الامر الذي يمكن اعتباره شهاده على فشل احتضان الموريسكيين من قبل الوسط الذي استقبلهم بعد نفيهم من اسبانيا على حد قول الحسين بوزينب [10] . الذي يضيف قائلا ان شعور الاندلسيين عند مجيئهم الى المهجر المغربي لم يكن شعور العائد الى بيت اهله وذويه , بل كان شعور المضطر الى اللجوء عند اقرباء ربما لم يكونوا راغبين تمام الرغبه في احتضانه .
من زاويه مغايره يرفض بعض الباحثين الاقرار بظلم الموريسكيين في المغرب , وان كان ثمة شيئ من ذلك فهم يعدوها حالات فرديه قليله لا تعمم على المجتمع باكمله , اذ يقول محمد ابن عزوز حكيم [11] انه لا يصح تعميم ما يردده عامة الباحثين في موضوع الاندلسيين الذين هاجروا الى المغرب حيث يقولون انهم استقبلوا بالرفض وتعرضوا للنهب والتقتيل . والحاله هذه ان الاندلسيين الذين تعرضوا لذلك هم الذين انخرطوا في الجيش المغربي او اشتغلوا بالسياسه ومن جراء ذلك كانوا يتدخلون في النزاعات القائمه بين المغاربه للحصول على مناصب حكوميه وحتى الاستيلاء على العرش وجلهم كانوا ممن لجأوا الى جنوب المغرب . فهو اذا يؤكد ان فقط من كان لهم اطماع سياسيه هم الذين تعرضوا لتلك المعامله السيئه اما العاديون الذين لم تكن تحمل صدورهم اية اطماع فلم يتعرضوا الى اي نوع من انواع المضايقات , بل انهم استقبلوا من لدن سكان الناحيه بحفاوه وعطف ولم يتعرضوا الى المحن والمصائب يضيف ابن عزوز ...
والان تعالوا بنا لمناقشه مختصره لاوضاع هؤلاء الموريسكيين في كل بلد نزلوها وهن على الاغلب المغرب وتونس والجزائر اي الشمال الافريقي العربي , بحيث يورد محمد محييي الدين الاصفر في ترجمته ان الموريسكيين الذين نزلوا تونس , كانت هذه الدوله مكان الوصول المفضل لديهم . حيث كانت تونس الدوله الاكثر ترحيبا بهم [12] . بحيث كان يحكم تونس الداي التركي عثمان الذي يصفه الباحث نفسه بانه كان يعلم بجانب مشاعره نحو ابناء دينه وانهم سيساهمون بطريقه كبيره في تقدم الدوله "فاستقبلهم بترحاب " [13] علمائهم واغنيائهم وفلاحيهم . ويؤكد كل هذه الامور المؤرخ القديم المقري بقوله " واما الذين خرجوا بنواحي تونس فسلم اكثرهم " ويناصره في ذلك قول ابو العباس الناصري " واما الذين خرجوا بنواحي تونس فسلم اكثرهم وكذلك بتطاوين وسلا ..."
اما الدوله الثانيه التي اتجه اليها بعض الموريسكيين فهي الجزائر , تلك الدوله الكبيره الصحراويه التي يقطنها اقوام عديده من بربر وعرب وحضر واعراب , فقد اتجه الموريسكيين اليها خاصة السواحل منها , وهؤلاء قد تسلطت عليهم قبائل الاعراب واستولت على اموالهم وعاملتهم معامله سيئه بلا رحمه معامله اجبرت المؤرخين على القول ان هذه الفرقه " قد لقيت اسوأ استقبال " [14] وفي هذا الباب اورد كابديرا دي كوردوبا ان الصوره التقليديه لخيبة الامل التي استبدت بالموريسكيين عندما رأوا اخلاق ابناء دينهم . وهي خيبة امل قد وصلت في حالة بعضهم الى مشكله حول معتنقاتهم السابقه [15] وفي كتاب رؤى اسبانيه في الثقافه العربيه لمجموعه من المؤلفين وترجمة صالح علماني يظهر قولهم بان الموريسكيين في الجزائر قد اضطهدهم القراصنه وسرقوهم وقتلوهم لانه لم يكن هناك اي سلطه عثمانيه قادره على المحافظه على الامن العام . وانهم صلبوا الكثير من هؤلاء المساكين بتهمة المسيحيه , اذ لم يعتقد اهل الجزائر انهم كانوا من المسلمين.
اما في المغرب فقد تورط الموريسكيون مع الحكام هناك . فلم يستقبلوا بترحاب ولم يكونوا محل ثقة السكان الاصليين حيث كانوا يدعونهم " نصارى قشتاله " واذا كان هذا ناشئا عن الحقد [16] ويورد البكري ان بعض الموريسكيين سكن باوزقور فاستفسدوا الى ما جاورهم واساؤا عشرتهم فحاربوهم فغلب الاندلسيين وقتل منهم كثير وتفرقوا في البلاد... هذا وقد حدثت مجادلات عديده بين علماء المغرب ممثلين باهل فاس وبين علماء موريسكيين , مجادلات حدت ببعض الموريسكيين الى الفرار والرجوع الى موطنهم الاصلي ...
على ان عبدالوهاب بن منصور يرى ان في احدى الهجرات كان بربر المغرب قد احسنوا الى الموريسكيين هذه المره عند نزولهم بسواحلهم او عبورهم ارض قبائلهم [17] .
اذا حدث هناك نوع من تضارب المصالح بين هؤلاء الموريسكيين والمغاربه , اذ وجد المغاربه مساسا بمصالحهم المباشره من قبل الاندلسيين فاتخذوا ضدهم موقفا معاديا ووصل الحد ببعضهم الى التحالف مع البرتغاليين ضد هؤلاء النازحين .
ويتساءل عبد المجيد القدوري عن الموريسكيين في المغرب اندماج ام انعزال[18] ويؤكد ان الموريسكيين قد حلوا بالمغرب في ظرفيه تاريخيه صعبه , ظرفيه اجبرتهم كونهم عناصر مميزه ثقافيا على الاصطدام بصعوبات وعراقيل لا سيما ان الجو العام في المغرب كان مشحونا بالقلق والتخوف . كل هذا اجبر المغاربه على عدم الثقه في القادمين الجدد , وكذلك خيبة امال الموريسكيين من المغاربه فشعروا بالتعالي والتفوق وانعزلوا عن المغاربه واخذوا يعملون في مجال القرصنه وعلى هذا حسدهم المغاربه واتهموهم بدعم الدخول والتدخل الاجنبي في المغرب [19] وعلى هذا رغب الموريسكيين في العوده الى اوطانهم وصرحوا بكراهيتهم واحتقارهم للمغاربه.
اذا نلاحظ مما سبق ان المهاجرين لم يكونوا يقابلون بالعطف والمساواه والترحاب من قبل سكان المغرب , بل انهم فتكوا بهم ونهبوهم وسلبوهم الا في تونس بل اكثر من ذلك اذ يقول محمد رزوق [20] ان الناس كانوا يتشائمون منهم اذا قلت الامطار وانتشرت الاوبئه , ويقولون انما قلت الاولى وانتشرت الثانيه بسبب وجودهم بينهم . اخيرا نقول وتبقى التساؤلات مستجده حول هذه الاقليه التي سكنت المغرب وتجاربها , تساؤلات يحاول الباحثين المعاصرين الاجابه عنها بشتى الطرق خاصة التوجه الى المخطوطات البرتغاليه والاسبانيه والاوربيه بشكل عام , تلك المخطوطات التي من الصعب الحصول عليها , وان كان فان لغتها صعبه.
بخصوص اعداد الموريسكيين المطرودين
تتفاوت الارقام في اعتقادات الباحثين حول الذين خرجوا من الاندلس عربا ويهودا , اثر عمليات الطرد والتهجير التي قامت بها السلطات الاسبانيه , بل انهم اختلفوا في اعداد المهجرين في كل هجره , لا سيما انه حدثت هجرات عديده , وتعالوا بنا هنا نعرج على الارقام التي ذكرها الباحثين المعاصرين اذ ينوه الدكتور عبد الجليل التميمي في تاملاته ان الاندلسيين في تراب الاندلس قبيل السقوط النهائي كانوا مليونا[21] اما بخصوص عمليات الهجره والطرد فما زال الغموض يكتنف ارقامها واوقاتها الا ان التميمي يذكر انه ما بين عامي 1485 و 1615 كان هناك نصف مليون نسمه اجبروا على ترك وطنهم [22] ويعتقد بتهجير قصري لحوالي 300000 نسمه [23] اعتمادا على احصائيات غربيه اجريت على دفاتر الهجره ووثائق البلديات .
وفي 1609 يعتقد اليكانتي انه في شهر اكتوبر هجر نحو 30000 [24] ويورد د. عبدالله محمد جمال انه في نفس العام خرج نحو 600 الف مسلم من الاراضي الاسبانيه [25] ويذكر ابن ابي دينار التونسي من وصل من هذا الخلق الى تونس ما يقدر بثمانين الف . اما محمد بنشريفه فيقول ان النتائج من عمليات الطرد سنة 1609 بلغ حسب التقديرات زهاء مليون شخص [26] ويقول عبدالوهاب بنمنصور ان عمليات التهجير استمرت دون انقطاع الى سنة 1611 وقدر المؤرخ بينالوسا المهجرين بثلاثمة وعشر الف مهاجر وقدره احمد الفقاي بثمانمئة الف وقدره رودريكو بتسعمئة الف [27] .
خرج الموريسكيين من المدينه تلو المدينه على فترات متباعده لهذا فمن الصعب استخلاص ارقامهم على ان عادل سعيد بشتاوي ذكر انه في سنة 1502 خرج من غرناطه 300000 مسلم . وحول اعداد اليهود المطرودين يورد بشتناوي ان عشرة الاف منهم قد احرقوا [28] ويردف قائلا ان هناك نضارب في عدد اليهود الذين تركوا قشتاله في اخر القرن الخامس عشر وبداية القرن الذي اعقبه وبعض التقديرات تضعه بين 12000 و 150000 شخص [29]
القرصنه
تقع دول شمال افريقيا العربيه على سواحل البحر المتوسط مما جعل هذا البحر في الحقب الفائته عرضه لاعمال القرصنه التي اتخذت كاعمال سياسيه وعسكريه واقتصاديه من خلال مواقع انطلاق معينه سيطر عليها اقوام عده , خاصة الموريسكيين الذين دعمهم الاتراك في اعمال القرصنه وذلك ليشكلوا بعبع رعب عند السلطات الاستعماريه كالبرتغال والاسبان او حتى استعمالهم لارهاب السلطات الداخليه في المغرب المعارضه للاتراك , ومما يدلل على اعمال الموريسكيين في القرصنه قول محمد الاصفر في ترجمته بان الموريسكيين سيزيدون من خطر هجمات القراصنه البربر لسواحل البلاد , وهذا العمل يحتاج الى جهاز مخابراتي فعال يحدد المكان وحجم القوات , والموريسكيون هم القادرون على امداد القراصنه بتلك المعلومات [45] لقد شن القراصنه حملات عديده على العمق النصراني ارهبت السكان النصارى وزادت من عدم اطمئنانهم نحو الموريسكيين . مع مرور الوقت احتل الموريسكيين اعمال القرصنه واصبحت خاصه بهم وكان اشتراك البربر فيها محدودا , والمريسكيين هم المرتدين الذين بداوا نشاط القرصنه على حد وصف الاصفر [46] وقد حاربهم ملك الاسبان ولم يفلح .
لقد اعطى الخروج الغرناطي دفعه قويه لحركة القرصنه [47] وذلك كردة فعل على النصارى الاسبان الذين طردوهم من بلادهم , هذا وكان ممن دعم القراصنه الموريسكيين السلطان المغربي اذ حول سالي الميناء الغربي والرباط الى قاعده للقرصنه واتى بالقراصنه اليها من كل حدب [48] حتى تدهور وضع سالي نتيجة الخلافات الداخليه بين القراصنه انفسهم حول الواردات والغنائم . اذا الهجره وعمليات الطرد لم تكن ايجابيه لاسبانيا فالى جانب ازدياد نشاط القرصنه يجب ان نشير الى ان تجارة العبيد وهي شديدة العلاقه بالقرصنه كانت احدى المهن المفضله لدى الموريسكيين [49] هذا وقد اعتقد الموريسكيين ان القرصنه هي جهاد ضد الاعداء للدين فسموه الجهاد البحري , وكانت ابرز عوائل الموريسكيين في ذلك اسرة اولاد النقسيس فهاجموا السفن الاسبانيه والبرتغاليه وكان لهم اثر عظيم في ذلك.
كان القراصنه يتوغلون داخل البلاد النصرانيه ويهاجمونها فينتهز الموريسكيين المجاورون للاماكن المهاجمه الفرصه للهرب مع القراصنه البربر الى شمال افريقيا.
كان الداعمين لنشاط القرصنه الاتراك والسعديون بحيث طلب زيدان بن منصور السعدي 1609 من الموريسكيين المساعده في امر القرصنه وفعلا قدموا الاموال وساعدوا على تسليح سفن قرصنيه انطلاقا من معاقلهم [50] التي تعرضت لهجمات الفرنسيون والانجليز والهولنديين .. هذا وكان التجار يشترون من القراصنه غنائمهم ويبيعونها في اوربا مما شكل لهم مصدر ربح كبير , وكان ممن دعم القراصنه ايضا المعتصم فأنشأ السفن واعطاها للموريسكيون ليضيقوا على النصارى ..
كان من ابرز الموريسكيون الذين وجهوا ضربات مفجعه نحو الشواطئ الاسبانيه في اطار اعمال القرصنه المجاهد علي المنظري وقد تصدى للبرتغاليين وكان له دور كبير في الجهاد البحري ضد السفن المسيحيه , وكذلك سعيد بن فرج الدغالي فقد قام بنشاط عسكري مماثل داخل الهيئه السياسيه المغربيه السعديه .
قلنا انه وممن دعم القراصنه الموريسكيين , الدوله العثمانيه ممثله بالدايات الاتراك حيث كان هناك اتصال دائم بين القراصنه الجزائريون الاتراك والموريسكيون , وارتبطوا ببعضهما في التعاون بالمجال البحري ضد السواحل الايبيريه , وكان الموريسكيون القاسم المشترك في تلك العلاقات والعنصر القائم بدور اعداد مخطط الغزوات الخاطفه للسواحل الاندلسيه [51] .
*مجمل علاقات الحكام المغاربه مع الموريسكيين
اتت الهجرات الموريسكيه نحو المغرب العربي في وقت ظرفي صعيب , فقد كانت تتنازع هذه البقاع ايادي عديده , اذ كانت هناك سلطات عليا تحكم الدوله وهي في الاساس سلطات اعتمدت واستمدت شرعيتها من الاسر والقبيله , وكان الحكم يتوارث فيها على اساس القرابه كما في الدوله المغربيه الاسره السعديه , وفي الجزائر الدايات الاتراك الذين كانت تمتد اطماعهم في السيطره على المغرب العربي كله . وما يهمنا في هذا الموضوع هو علاقات الحكام في هذه البلاد مع اخوانهم المسلمين الذين طردوا من الاندلس , علاقات شابها التوتر احيانا , واحيانا علاقات جبريه تعزوها تداخل المصالح , وفي اوقات ما كانت تصل هذه العلاقات الى مراحل تأزميه الى حد الاصطدام والاقتتال العسكري بين الموريسكيين والحكام المغاربه , وتعالوا بنا الان نبين بنبذ قصيره عن هذه العلاقات مع كل رمز حاكم.
*الدوله السعديه
كانت الدوله السعديه تحكم في المغرب , وكانت لها علاقات ما بين الشد والجذب مع القادمين الجدد اي الموريسكيين , ولا ننسى ان هذين الفئتين يحتاجان الى بعضهما كثيرا, في البدايه استقبلهم السلطان السعدي بترحاب على عهدة المؤرخين " لقد استقبل الملك الغرناطي في بلاد فاس استقبالا اخويا حافلا " لكن المؤرخين يتداركون قولهم بانه ومع مرور الوقت لم يعد وهج هذا الترحيب مستمر " ولكن الترحيب به اخذ يخف تدريجيا حين تبين ان محاربة الجيش الاسباني حلما من الاحلام " [52] .
ومما يظهر في بداية قدوم الموريسكيين ان السلطان السعدي قد استخدمهم في عسكره برا وبحرا , وقد ذكر ذلك المؤرخ الشهير ابو العباس الناصري " ولما استخدم سلطان المغرب الاقصى المنصور السعدي منهم عسكرا جرارا وسكنوا سلا كان منهم من الجهاد في البحر ما هو مشهور " .
لقد استمر استخدام الموريسكيين كجنود عسكريين من قبل السعديين حتى ولد هذا الامر لديهم مراره وحقد على السعديون نتيجة استغلالهم وعدم توجيه طاقاتهم القتاليه نحو اعداءهم الاسبان الذين طردوهم , بل استخدمهم السعديون في ضرب المسلمين الاخرين فالمامون وهو محمد الشيخ السعدي رغب في تجنيد الموريسكيين المطرودين لدرء الاطماع التركيه في ارض المغرب [53] وهذه الرغبه تتفق مع رؤية ملوك الاسبان اعداء الاندلسيين , اذا فسلطان المغرب قد عمل على الاستفاده من هؤلاء المهاجرين لتعمير السواحل والحواضر الهامه الى جانب مجابهة الاتراك واعداءه الداخليين بهم .
ان اكبر عدد من النازحين الاندلسيين وصل الى المغرب في عهد عبدالله الغالب السعدي " فادمجهم في جيش سماه جيش الاندلس تحت قيادة سعيد الدغالي , واقطعهم السلطان اراضي بالجانب الغربي من فحص مراكش "[54].
يعتقد محمد رزوق ان الاندلسيين في العهد السعدي الاول وهوعهد كانت السلطه المركزيه في يد السلطان الممسك بزمام الامور , قد تلقوا كافة المساعدات على صعيد العمليات الجهاديه , خاصة وان الملوك السعديين كانوا يقدرون جيدا خبرات وامكانيات هؤلاء الاندلسيين خاصة في مجال السلاح الناري , لذلك حاولوا الاستفاده منهم لتحرير باقي الثغور المغربيه , بل ولفتح السودان نفسه [55]. الا ان خوف السعديون من الاتراك قد اجبرهم على اقامة اتصالات مع الاسبان وهم اعداء الاندلسيين , هذا بعد ان حقق محمد الشيخ السعدي انتصارات عظيمه على المسيحيين بالمغرب , واستبشر الاندلسيين خيرا بذلك , ورأوا فيها مؤشرا واضحا للبدء بالعمل مع القائد السعدي الجديد قصد تقديم المساعده لهم [56] وهكذا فقد تقاطر الموريسكيين على فاس للانضمام الى حركة محمد الشيخ لمجابهة الاسبان . اذا كانت علاقة محمد الشيخ السعدي مع الاندلسيين (( علاقه عاديه جدا )) [57]...الا ان الامور ستختلف عن ذلك في عهد عبدالله الغالب الذي اتخذ في حق الاندلسيين اجراءات عديده اذ ادخلهم في الجيش بقوه وعبر الاندلسيين عن (( عدم رضاهم من ذلك )) [58] واعتبروا ذلك تعسفا من قبل عبدالله الغالب , وفيما بعد حاول السلطان السعدي التسامح معهم والتخفيف عنهم فاقطعهم مزارع وضياع ولكن (( مع ذلك ظلت الهوه تتسع بينه وبين الاندلسيين اذ لم ينسوا ما فعله بهم )) [59]. في اتجاه اخر نشير الى ان السعديون قد دعموا وبقوه القراصنه الموريسكيين وذلك بواسطة دعمهم لسعيد بن فرج الدغالي الذي وجه ضربات مفجعه لشواطئ اسبانيا بعد ان حشد الاندلسيين واعدهم ليكونوا (( رهن اشارة الدوله )) [60]السعديه .
اخيرا لا بد من الذكر ان الموريسكيين جاءوا بافكار مشحونه مسبقه واتخذوا مواقف معاديه للمغرب والمغاربه فانعزلت هذه الاقليه وتحصنت لكن تاثيرها استمر بحكم مهاراتها ولجوء السلاطين الى خدماتها , فاتجه النموذج الاندلسي الى النخبه . فالموريسكيين اصبح تعاملهم فقط مع السلطات الحاكمه وليس مع الشعب وذلك لما يملكومه من كفاءات وعلى هذا اصطدموا وتصالحوا احيانا مع الدوله السعديه , الا ان هذه الدوله سلكت معهم سياسه حذره نتيجة الضغط التركي وحاول السعديون دمج الموريسكيين في عملياتهم الجهاديه وفتحوا لهم مجالات العمل والرقي .
* العياشي
هو مجاهد كبير كان له نفوذ وسط المعامع المغربية ، وكان له تاريخ مع المورسكيين اذ اصطدم بهم مرارا عديدة وبعد ان احتل المورسكيين القصبة حاول العياشي تخليصها منهم وكام انذاك يحارب ضد الاسبان فامتنع الاندلسيين عن امداد العياشي بمدافع "ولعلهم كاموا يخشون ان ينقلب ضدهم وان يحاربهم بسلاحهم فغضب العياشي واستصدر فتوى من العلماء لمحاربتهم"[61] فحاصر القصبة مستنجدا بالامير السعدي الاصغر. واتهم المورسكيين في الرباط بخيانة قضية الاسلام عند حصاره المعمورة وقد اسدل الستار عن كل هذه الاحداث اثر انهزام العياشي الذي قتل في 30 ابريل 1641 م وانصاعت البلاد بعده للدلائيين .
*عبد الملك المتصم
كان هذا السلطان يحكم بالجزائر وقد حالفه المورسكيين ضد السعديون فتعالوا بنا نتتبع تلك الخطوات بعدما لاقته الجالية الاندلسية من عبدالله الغالب وابنه حاولت التخلص منهما فتحينت الفرص واخيرا "اتصلت بعبد الملك المعتصم وهو بالجزائر وقد قدمت له فعلا خدمات عديدة"[62] وقد لعب بعض المورسكيين ادوار عديدة في هذه الحقبة فأبو الفضل كان واسطة بين المعتصم والاندلسيين بالمغرب ومنهم ايضا عبد العزيز القشتالي ومحمد زرقون وسعيد الدغالي وعندما جاء المعتصم ارض المغرب غدرت المورسكيين بالسعديون واعلنوا بيعتهم له "وأول من بعث الى عبد الملك عسكر اهل الاندلس قالوا نحن بايعناك فامرنا نفعل"[63] وبذلك اصبح المورسكيين ركنا اساسيا في جيش المعتصم وساندوه بقوة وعمر لهم السفن وساعدهم في اعمال القرصنة وجهاد البحر.
بدأت العلاقات تتوتر بين المورسكيين والمعتصم ، فثقة المعتصم بهم لم تكن مطلقة [64] لما لهم من ماض مع عبد الله الغالب وابنه ويعرف باتصالاتهم مع الاترك ونواياهم المريبة لهذا كان يحترس منهم حتى جاء خلفه المنصور
*المنصور
لم تكن علاقة المورسكيين مع المنصور على ما يرام وهو من خلف المعتصم . فالمنصور كان يوفر لهذه الجاليه كافة احتياجاتها ما دامت تحت سلطته . وما دامت لا تتعامل مع اعدائه خاصة الاتراك " اما وقد ابدت طموحا ما نحو السلطه والنفوذ فانه كان يتصدى لها بقوه " [65] عرف المنصور بنوايا الاندلسيين وعلاقتهم بالاتراك . وتيقن بذلك بعد وقوفهم مع اخيه المتمرد داوود اذ كان المورسكيين يرغبون في توليته كعميل لهم بالمغرب " مما جعلها تتحول الى مؤامره اندلسيه بحمايه تركيه . بادر المنصور الى حسمها منذ البدايه " [66] بواسطة مطاردة زعماء المورسكيين في التمرد والثوره لصالح الاتراك وهم سعيد بن فرج الدغالي ومحمد زرقون . وقام المنصور بسجن اخيه داوود بن عبد المؤمن.
بعد هذه الخيبه للمورسكيين وفشلهم في التعاون مع المنصور . اتجه المنصور الى التعاون مع الاسبان . وكان يخبرهم بكل شارده ووارده عن المورسكيين في بلاده وفي صيف 1580 م اكتشفت مؤامره مورسكيه واسعة النطاق " وقد يكون سفراء المنصور انفسهم هم الذين افشو سرها للاسبان " [67] اخيرا فرغم سياسة الحذر التي اتبعها المنصور مع المورسكيين الا انه كان يفتح لهم دائما سبل السعه والارتزاق والارتقاء في مناصب الدوله والجيش خاصه . وكانت ترد اليه جاليات مهمه من الاندلس " ويحسن استقبالهم " [68] .
*زيدان بن منصور السعدي
هو احد السلاطين السعديون جند الالاف من المورسكيين في حربه مع مولاي شيخ . وبعد هزيمته فر المورسكيين الى الجبال وهم يلعنونه خاصة انهم اقحموا في هذه المعركه بغير رضاهم " فاصطدم المورسكيين مع زيدان " [69] حتى استقلوا عنه عام 1627 وقتل زيدان هذا على اثر مؤامره دبرت .
الشريف ابن الراشد والملك الوطاسي
كان الشريف الراشد يشن حملات ضد المحتلين للثغور المغربيه . وكان ممن سانده علي المنظري احد المورسكيين وقد تزوج بنت الشريف وبقوا يساندوا بعضهما البعض حتى وفاة الشريف . اما ملك فاس مولاي احمد الوطاسي فقد تزوج ارملة المنظري وهي بنت الشريف اذا كان هناك احتضان للمورسكيين من قبل الشريف الذي توسط لدى ملك فاس الوطاسي لمساعدة المورسكي.
*تركيا
كانت تركيا تلعب دورا مهما على سواحل البحر وشكلت حلفا متقطعا مع المورسكيين داخل البلاد مما ارهب السلطات الحاكمه كالمنصور والمعتصم والسعديون ودفع ببعضهم الى التقارب مع الاسبان لدرء الخطر التركي فمثلا المنصور تحالف مع الاسبان في سبيل ذلك . والملوك المغاربه كانو يحسبون موضوع المورسكيين في اطار المعطيات الاستراتيجيه الدوليه " المفروضه عليهم في تلك الاونه " [70] يذكر ان الاتراك خاصة الدايات في تونس كانوا يستقبلون المورسكيين بكل سعه وترحاب وذلك لمعرفتهم في مساهماتهم وقدراتهم في بناء وتقدم الدوله على يدهم .
*حول نظرة الدول الكبرى انذاك لعملية طرد المورسكيين
لا ريب ان عملية طرد المورسكيين من بلادهم قد احدثت دويا صارخا في العالم الحر فمنهم من استنكر ومنهم من ايد وساند ومنهم من غض النظر وغيرهم من لم تهمه القضيه برمتها وبعض الدول كان لها نصيب من ذلك فاستقبلت اعدادا وفيره من المورسكيين فتعالوا بنا نلوذ قليلا على تلك الاحداث ومالها .
اعتبر بعض المؤرخين الامريكيين المواثيق والعهود التي كانت بين الاسبان والمورسكيين ما هي الا غطاءا للغدر والخيانه وبانها افضل ماده لتقدير مدى الغدر الاسباني في ما تلا من عصور [71] هذا وهناك بعض المورسكيين من هاجر الى امريكا برفقة اليهود .
اما الدوله العثمانيه والاتراك ففسرنا قليلا عن هذه الاحوال في ما سبق وما انكفأ المورسكيون من استصراخهم والاستنجاد بهم خاصة ان الدوله العثمانيه ظهرت كقوه مخيفه للغرب في البلقان والبحر المتوسط وفعلا ساعد الاتراك في نقل المورسكيين الى تركيا والشام بعد عملية الطرد الكبرى ولها دور لا ينكر في مساعدة الاندلسيين اما الدوله البرتغاليه فلم تكن احوال المورسكيين فيها بافضل من اخوتهم في اسبانيا حتى ان العرش البرتغالي قرر طردهم سنة 1496 باصداره مرسوم خاص بذلك . هذا وبعد طرد المورسكيين لجا البعض منهم الى سواحل فرنسا وايطاليا وتم نقل الالاف منهم الى سواحل فرنسا وايطاليا [72] واثناء ذلك تعرضوا للنهب والسلب والاهانه من البحاره الاسبان والفرنسيون جميعا [73] الا اننا نلاحظ ان هناك بعض الموريسكيين من فضل الالتجاء الى فرنسا على ان يتجه الى المغرب كموقف المجموعه الموريسكيه المكونه من اربعة عشر عائله فضلت الالتجاء الى فرنسا بعد صدور قرار الطرد النهائي . هذا وقد تعرضوا للمضايقات وحاولت فرنسا اجبارهم على الكاثوليكيه , وفي النهايه ادعت فرنسا بانهم ليسوا مسيحيين مخلصين وارتأت ترحيلهم الى المغرب الا ان رسائل بعض المتنفذين والحاكمين ابطلت ذلك [74] هذا وقد كان الموريسكي شابيز اعتبر فرنسا احسن ارض في العالم [75] , وفعلا هاجر بعض الموريسكيين الى جنوب فرنسا وتظهر في المصادر منطقه تحمل اسم الموريسك . وهناك عائله اندلسيه مشهوره هي ابن نماش استقرت على الحدود الفرنسيه وينتمي اليها اليوم الامين العام للحزب الاشتراكي في منطقة الباسيك تشكي بن نماش [76] وحول مرور الموريسكيين بفرنسا اعطانا ووفر لنا كاردياك معلومات جيده عنهم , وذكر كثيرا عن قضية اشمئزازهم من الخنازير المتجوله في الشوارع وعن عدم تقبلهم للوضع الجديد ويذكر انهم استقبلوا بشكل حسن في البدايه عند دخول فرنسا من قبل ايزيكي الرابع ولكن بعد موته كانت المصيبه [77] اذ حاول خلفه اجبارهم على اعتناق المسيحيه وتنكر لهم وفي 25 ابريل 1610 اصدر قرار بان يوجهوا الموريسكيين الى اقرب ميناء وترحيلهم , ومن بقي فقد استعمل التقيه في اسلامه حتى 1617 اذ انقرضوا نهائيا فاما انهم اندمجوا بالسكان او هاجروا الى بلاد الاسلام .
*الانجليز
كان الانجليز يصطدمون مع الموريسكيين كثيرا خاصة في السواحل ضد اعمال القرصنه فقد هاجموا القصبه مقر القراصنه الموريسكيين بقيادة "رانسبورغ الذي رابط باسطوله بدعوى تحرير الاسرى الانجليز فحطمت مدافعه القنطره والقصبه " [78] وتكرر الامر نفسه عدة مرات . هذا وقد استعمل البحاره الانجليز التجاره كثيرا مع الموريسكيين والمغاربه اذ كانت هناك بواخر انجليزيه تتردد على المرسي تنقل الى المغرب بضائع مختلفه , وقد مارسوا ايضا تجارة التهريب مقابل مواد مغربيه [79] هذا وقد ذكر محمد ابو طالب ان الانجليز اجبروا على اجراء مفاوضات مع الموريسكيين في سنوات 1627 و 1637 وذلك حول اطلاق الاسرى الانجليز وضمان تحرك السفن الانجليزيه في المياه المغربيه وتسليم اسلحة للاندلسيين والتحالف مع الانجليز ضد اسبانيا وهذا برعاية الدوله المغربيه انذاك , هذا [80] ولم تنجح تلك الاتفاقيه واستمر الموريسكيين في حجز السفن الانجليزيه .
*هولندا
كانت هذه الدوله رفيقة درب انجلترا في البحار وجرى لها في ذلك ما جرى للانجليز ففي عام 1670 هاجمت ثلاث بواخر انجليزيه مراكب القراصنه وكذلك الاسطول الهولندي , هذا وكان المغرب يستورد العتاد ومواد صناعة السفن من هولندا [81] .
*البرتغال
البرتغال ايضا كانت رفيقة اسبانيا على مدار الوقت في كل هذه القضايا حتى ان الجيش البرتغالي كان يضم اعدادا كبيره من الاسبان , الامر الذي جعل الموريسكيين يهاجمونه للانتقام من الاسبان . والبرتغال شانها شان باقي الدول الكبرى كانت ذات اطماع كبيره في السواحل ولذلك كانت دائما في مصادمات مع الموريسكيين.
سكن بعض الموريسكيين البرتغال وكان حالهم لا يختلف عن حال المسلمين الاسبان وامر ملك البرتغال بتعميد جميع المسلمين المقيمين في البرتغال او ابعادهم عن الدوله , فتم المرسوم واعتنق المسيحيه اغلب المسلمين البرتغاليين [82] . الا انهم ولما يشكلوه من ثقل اقتصادي عمالي وسياسي فتشكلت لهم نوعا من الحمايه من قبل الملك كارلوس الخامس , وكدليل على ذلك وجد في 1509 احد الغرناطيين سيدي علي ويعرف بالتوروتو يعمل مترجما للوالي البرتغالي في الهند البوركيركي , ثم بعد ذلك بقليل نجد غرناطيا اخر يدعى سيدي علي يعمل كمندوبا للتاجر الثري مالك قوبي لمعرفته باللغه الاسبانيه [83] .
*ايطاليا
لجأ بعض الموريسكيين الى ايطاليا , وقامت ايطاليا بدعوتهم على ان يكونوا نصارى "وكان العاهل الكاثوليكي قد حرم اقامتهم باي ارض تقع داخل املاكه في الاراضي الايطاليه " [84] .
اما الملك الوحيد الذي اعلن استعداده لتقبلهم فهو الدوق الكبير لتوسوكانا وقد حاول ان يقنع ثلاثة الاف في البقاء في ليورنا , وهي مدينه كانت قد ازدهرت بفضل جهود مجموعه من اليهود الاسبان , ولا نعرف لماذا فشلت المحاوله , ربما لانهم ارادوا ان يجبروهم على بعض الاعمال الغير مناسبه لهم او التي لا تعجبهم , ولهذا فان الاستقبال الطيب الذي حدث في البدايه تحول الى تضييق ومعاناه وسوء معامله خاصة في مرسيليا , وذكر ان البابا امر بطردهم جميعا عندما وصلوا الى روما وذهب اغلبهم الى تركيا مع اليهود [85 .

0 commentaires :

Post a Comment

Copyright © Los Moriscos De Túnez الموريسكيون في تونس | Powered by Blogger

Design by Anders Noren | Blogger Theme by NewBloggerThemes.com