--------------- - - -

Sep 30, 2010

الأكاديمية الإسبانية سانشيز تحدثت لـ"إضاءات": الموريسكيون شاركوا في اكتشاف أمريكا اللاتينية



قالت أستاذة التاريخ الأندلسي رئيسة قسم الأبحاث وعلم المخطوطات في كلية الدراسات الأندلسية بغرناطة أدا روميرو سانشيز، إنها متصالحة مع كونها مواطنة إسبانية ومسلمة أندلسية تنحدر من جذور موريسكية.

وأشارت أديبة - كما تحب أن تُنادى - إلى أنها تجاوزت مرحلة من حياتها كانت تشعر فيها بالغضب بتأثير من ثقافتها الإسلامية، وأحزان الأجداد وأشباحهم التي تخيم على مزرعتهم التي يقيمون فيها شمال غرناطة والتي تعود إلى ما قبل محاكم التفتيش.

وفي حديثها لبرنامج "إضاءات" مع تركي الدخيل، الذي ستبثه قناة "العربية" الجمعة، قالت إن عودتها إلى إسبانيا قادمة من السعودية وهي في الخامسة عشرة لإكمال تعليمها، منحتها أفقاً واسعاً لمعرفة نظرة كلتا الحضارتين الإسلامية والغربية إلى الأخرى.

ولدت أدا روميرو في إسبانيا عام 1980 وسافرت وهي في الخامسة من عمرها إلى السعودية برفقة عائلتها بعد اعتناقهم للإسلام بسنة واحدة، وعاشت 10 سنوات من عمرها في مكة المكرمة، وترعرعت مسلمة في أحضان التصوف المكي.


وقالت أديبة إن الفترة المبكرة من تاريخ المسلمين في الأندلس لاتزال مجهولة، وإن الباحثين حتى اليوم ينقبون عن وثائق تعود إلى المئة عام الأولى التي شهدت بواكير الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الآيبيرية.

ودرست أديبة في مدارس البنات بمكة ولبست العباءة والنقاب في مراهقتها، وهي تشعر بالارتياح لتدريس طالباتها في الفصول الصيفية بكلية دار الحكمة بمدينة جدة، لأنها ترى نفسها أحياناً سعودية أكثر منها إسبانية.

وحول ما ينشر في إسبانيا وأوروبا عن تاريخ الحضارة الإسلامية في الأندلس قالت مديرة مركز المكنز لحفظ مخطوطات دار الكتب المصرية في القاهرة، إن معظم ما كتبه المؤرخون الإسبان والأوروبيون عن هذه الفترة مشوّه ولا يقول الحقيقة، وإن هناك تغييباً مقصوداً وجهلاً بالقيمة الحضارية للمسلمين في الأندلس.

وعن حقيقة ما يدور من وجود مخطوطات إسلامية انتقلت مع المسلمين المهاجرين إلى أمريكا الجنوبية ذكرت روميرو أن وثائق كشف عنها أخيراً تؤكد أن بعضاً من أوائل المبشرين المسيحيين الذين شاركوا في الحملات الأولى لاكتشاف أمريكا الجنوبية كانوا مسلمين في الباطن، وأن الكنيسة كانت قلقة من انتشار الإسلام بين الهنود، وهو ما أكدته الكشوفات الأخيرة عن قرى بكاملها تعود إلى تلك الفترة كانت مقابرها موجهة إلى القبلة.


وقالت أديبة إن معظم الشعب الإسباني ينحدر من عوائل مسلمة أجبرت الكنيسة كثيراً منهم على اعتناق المسيحية بعد سقوط الحكم الإسلامي في الأندلس، فأخفوا إسلامهم وارتبطوا بعادات وطقوس ذات جذور إسلامية لا تعرفها الأجيال المتعاقبة التي عاشت في حكم المسيحية الكاثوليكية، وإن معظم العوائل الموجودة التي تنتهي بأسماء النباتات أو المدن هي عوائل مسلمة في الأساس.

وأشارت في حديثها مع تركي الدخيل إلى أن القلة من المسلمين هم الذين طردوا من الأندلس بينما الغالبية بقوا، فمنهم من تنصّر وأخفى إسلامه وهم الموريسكيون، ومنهم من بقي على إسلامه وخضع للحكم المسيحي وهؤلاء هم الذين عرفوا بـ"المدَّجَّنين".

وأكدت أنه في عام 1609 رأى فيليب الثالث في بقايا المسلمين الموجودين على الأراضي الإسبانية نواة ثورة داخلية، فأصدر قراره بطرد آلاف من الموريسكيين، جاء ذلك متزامناً مع تهديدات الخليفة العثماني الذي كان يطمح إلى شن حرب ضد إسبانيا لتخليص المسلمين من معاناتهم. حسب روميرو.

اعتنقت عائلة روميرو الإسلام وتعرفت إلى جذورها في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، بعد صدور قانون الحريات عام 1975. وكان والدها أنتونيو روميرو موسيقياً شهيراً في سبعينات القرن الماضي، عاش أزمته الروحية وهو في السابعة عشرة، ثم عرف الهيبيز في كاليفورنيا، وبعدها اهتم بالموشحات الأندلسية، وتعرف إلى الإسلام عن طريق جيرانه المسلمين، واعتنق الإسلام في المغرب حين أصغى سمعه لآيات من القرآن، وتسمى بعبدالصمد وتكنى بـ"أبوالقاسم"، ثم قضى سنوات من عمره متصوفاً جوالاً حول العالم.

وعن شعورها بكونها مسلمة معاصرة من نسل المسلمين الأندلسيين، قالت إنها تشعر بالفخر لأنها أندلسية عربية تعود أصولها إلى عائلة أبي القاسم التي هاجرت من الشام إلى الأندلس، ولكنها لا تنفك عن أحزانها كلما تذكرت حضارة المسلمين الغابرة، وكلما قرأت الكتابات العربية على جدران قصر بني الأحمر، ولكنها تقول إنها كلما رأت جملة "لا غالب إلا الله" تشعر بالطمأنينة لأنها تختصر الحقيقة

المصدر: العربية. نت
العنوان بتصرف

0 commentaires :

Post a Comment

Copyright © Los Moriscos De Túnez الموريسكيون في تونس | Powered by Blogger

Design by Anders Noren | Blogger Theme by NewBloggerThemes.com